هل يكون السودانيون أهل السودان أم يكون السودان دولة للسودانيين؟ بمعنى آخر: هل البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة؟ كنت قد حذّرت كثيراً في كتاباتي عن الخطورة التي تحيق ببلادنا عند حكم البشير وانقضاضه بأدلجة الهوية السودانية بفتل خيوطٍ يعيبها بها. قبل عهد النميري، كان الشعب السوداني في بداية تجربته في إدارة الدولة، وتأمين هويّتها وتأهيل أبنائها بممارسة الحوار المدني الديمقراطي وفرز الانتماء السياسي في النظام العالمي الجديد بتجربته الديمقراطية الوجيزة، وكان الشعب في رضىً بحاله وبإيمانه بالدور الذي ارتضى السودان القيام به من أجل المساهمة في بسط سلام وخير البشرية من مكارم الأخلاق والتضامن، والتي ميّزت شخصية السوداني