عدن نيوز - مقالات: ياسين التميمي 03/04/2020 من بين كل محافظات الجمهورية احتفظ المتدخلون الإقليميون في الشأن اليمني بأكثر الأدوات السياسية والعسكرية قذارة وخطورة للنيل من محافظة تعز، والتي جرى فضحها لحسن الحظ أولاً بأول، بفضل الوحدة التي أظهرها أبناء تعز في وجه مخططات الهدم التي أدارتها ومولتها أبوظبي تحت أنظار الرياض. واجه المخطط الإماراتي الذي يديره قرامطة العصر من قصر البحر بأبوظبي، منذ خمس سنوات، تحدياً حقيقياً في التحكم بالقرار العسكري بمحافظة تعز، ويعود السبب إلى ان قرار المواجهة في هذه المحافظة بدأ باستعداد كبير للتضحية من قبل ثلة من المناضلين يقودهم الشيخ حمود المخلافي، إلى جانب قادة استثنائيين تداعوا من المدارس والمعاهد والجامعات والمرافق الإدارية لتلبية نداء الواجب. هذه الثلة سرعان ما تحولت إلى كتلة صلبة وقوة قتالية منضبطة ومسؤولة، كَبُرَ حجمُها في زمن قياسي. صحيح أنهم استفادوا من دعم التحالف وإسناده عندما كان القرار في بادئ الأمر بأدي قيادات سعودية مخلصة، لكنهم واجهوا فيما بعد عناء التعامل مع طاقم مخادع ويُصدِّرُ الأكاذيب من الرياض وابوظبي. ومع ذلك بقيت المقاومة الوطنية في تعز محتفظةً بمستوياتها القصوى من الحشد والتضحية وإفشال الهجمات التي لم تتوقف من قبل الحوثيين وقوات صالح المتمركزة في محيط المدينة، بعد أن تمكنت من تحرير معظم مدينة تعز، وتأمين مقر حيوي للمقاومة سرعان ما تحول إلى نموذج للمناطق المحررة الملتزمة تجاه الدولة والجمهورية والشرعية. كان القتال والتضحية هي نقطة القوة التي لم يستطع أي طرف سياسي أو جماعة مصالح أن تنافس فيها مقاتلي المقاومة الذين صادف أن أكثرهم قريبون سياسياً من ا لتجمع اليمني للإصلاح، الذي اُستهدف أصلاً بانقلاب الحوثي-صالح في 21 سبتمبر/ أيلول 2014 أكثر من أي طرف سياسي