اعتقدنا أن يكون التمديد تمديدين: واحد للحّود وآخر للحريري بعدما جارى الخيار السوري، إلّا أنه تمنَّع عن قبول رئاسة الحكومة ومشاركة لحّود الولاية الممدَّدة. فالرجلان لم يتَّفقا على برنامج حكم الحقبة الجديدة، فأعلن الحريري في 20 تشرين الأول 2004 استقالة حكومته، مشفوعة باعتذار عن عدم ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة الجديدة، ثمَّ وجَّه إلى اللبنانيين بياناً كان أقرب إلى الوداع. رست خلافة رفيق الحريري على عمر كرامي. فلم يكن في الإمكان إيجاد شخصية سياسية سنِّية أخرى محسوبة على دمشق، فلا تتلاعب بالقضايا القومية الحسّاسة. أُسندت لي حقيبة الإعلام في الحكومة المؤلَّفة من 30 وزيراً، فكانت تلك تجربتي الأولى في السلطة التنفيذية. قبلتها على مضض، لأنني لم أكن مقتنعاً بها، فهي عبارة عن إذاعة لا يسمعها أحد، وتلفزيون لا يشاهده أحد، ووكالة أنباء لا يقرؤها أحد.كنت أول وزراء تلك الحكومة أقصد دمشق وألتقي الرئيس بشار الأسد في 10 تشرين الثاني في قصر الشعب، فسمعت منه تأييداً راسخاً لعمر كرامي وحكومته، وأبلغني أنه اتّصل به مباشرة لإعلان دعمه له خارقاً البروتوكول. وقال لي أيضاً إنه يرى في تلك الحكومة إمكانا