إنّ حرية التعبير والكلام والمعتقَد مضمونة لجميع فئات الشعب، ويستطيع أيّ مواطن عربي في أيّ بلد عربي أن يدخل على أيّ مسؤول، ويقول ما يشاء، ولكن متى يخرج فهذه مسألة أخرى ــــ محمد الماغوطكنّا نعتقد بأنّ فلسطين حالة استثنائية في الوطن العربي، وأنّها بعيدة عن ممارسات الاعتقال السياسي، لأنّها البلد العربي الذي يخضع لاستعمار استيطاني اقتلاعي، ويعيش قضية تحرّر وطني. لكن تبيّن أنّ النظام السياسي لسلطة الحكم الذاتي القابعة تحت الاحتلال، لا يختلف عن ديكتاتورية اﻷنظمة العربية التابعة للمنظومة الرأسمالية، وهو جزء من الإرث القمعي القائم على عقلية ذكورية استبدادية تتشابك مع عنف الهيمنة الغربية. تمارس السلطة الفلسطينية، كباقي الدول العربية، الاعتقال المنهجي بحق النقاد وأصحاب الرأي المختلف والمعارضين، إضافة إلى التضييق عليهم لوقف نشاطاتهم. وتقوم القوات الأمنية، خلال الاعتقالات التعسّفية، بمعاقبة وإهانة المعتقلين، واستخدام وسائل تعذيب لا تفْرِق عن تلك التي تُستخدم في سجون الاحتلال، كما وثّقتها المؤسسات الحقوقية.يُعتبر الاعتقال السياسي ضرباً للهوية الوطنية واضطهاداً وإر