تختلف القوى السياسية في لبنان على كل شيء تقريباً، باستثناء السمة الطائفية للنظام السياسي والاحتماء بالخارج الإقليمي والدولي، لاكتساب مصادر قوة في تفاعلاتها الداخلية. هذا هو لبنان لم يتغيّر، تبتكر السياسة فيه حلولاً أكثر طائفية لأزمات يجب وضع آليات تؤدّي إلى إزالتها على مراحل.هكذا، يتدحرج لبنان من المارونية، إلى السنية المارونية، إلى اتفاق الدوحة الذي أسّس لثلاثية سياسية بين الموارنة والشيعة والسنة. هذه المعادلة الأخيرة، أصيبت بضربة على أمّ رأسها بسبب تغييرٍ أصاب موازنات القوى في الإقليم ولبنان، حتى أصبح حزب الله فريقاً داخلياً وإقليمياً وازناً يزيد حجمه عن أحجام القوى اللبنانية الداخلية مجتمعة. وله في الإقليم تحالفات راسخة، تمكّنت من الانتصار على النفوذ الأميركي في أكثر من مفترق أساسي في مراكز الصراع اليمني ـــــ السوري ـــــ العراقي.أما لبنانياً، فنجح حزب الله في هزيمة الكيان المحتل مرتين، في عام 2000 وعام 2006، ملحِقاً خسارة كبيرة بالمشروع الإرهابي المدعوم أميركياً وخليجياً وتركياً. التشكيك في هذا الدعم، نقضه رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم الذي اعترف في مقابلة حديثة له