حضر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت ممثّلاً الأسرة الدولية ونزل في مطار بيروت بضع طائرات تحمل المساعدات الإنسانية. لكن لا هذا ولا ذاك سيمنحان ما يحتاجه لبنان فعلاً: عشرات مليارات الدولارات لإعادة الإعمار ولتأهيل البنية التحتية المهترئة، ما عدا الكارثة الدائمة في المالية العامة وحالة النقد الوطني. العودة إلى تجربة لبنان الفاشلة منذ التسعينيات، تبيّن أنّ اهتمام الخارج بمصير لبنان يناهز الصفر، والتركيز دوماً هو حول ما ينزع أسباب قوّته.الثلاثاء 4 آب الماضي، كانت الثانية عشرة ظهراً هنا في مكتبي الجامعي في كندا، عندما وصلتني رسالة على الهاتف تتضمن فيديو قصيراً. فشاهدت مطلع الفيديو وفيه انفجار نووي، قُلت لعلّه فيلم جديد لجيمس بوند. ولكن مهلاً: هذا مشهد مألوف. إنه مرفأ بيروت. قلب بيروت. أعدت المشاهدة. فعلوها أخيراً، وأسدلوا الستارة على الانهيار الاقتصادي للبنان. وسيمضي وقت طويل قبل صدور تقرير رسمي لبناني ودولي يشخّص الآثار الاقتصادية والاجتماعية لتفجير مرفأ بيروت، ولكن هذا لا يمنع من تقديم موجز أوّلي نختصره بما يلي: أولاً، على صعيد الخسائر، إنّ أرقام وزارة الصحة اللبنانية