الشحنة الهائلة من الغضب عند غالبية اللبنانيين من جراء الأزمات القائمة، لا تبدو كافية لإحداث تغيير جوهري في سياسات الفريق الحاكم. وحملة الضغوط التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية لتدفيع اللبنانيين ثمن عدم الخضوع لسياساتها، تعزز الانقسامات الداخلية، مع وجود فريق وازن بين اللبنانيين يرفض مواجهة الضغوط الأميركية. وفي هذا الفريق حشد كبير من المتنفذين سياسياً واقتصادياً ومالياً، وتديره منظومة سياسية واقتصادية واجتماعية تعتبر أن الغضب الأميركي عليها سيدفعها الى تغيير كبير في نمط حياتها، وهي غير راغبة وغير مستعدة لذلك. وسنلاحظ أن توتر هذا الفريق سيكبر يوماً بعد يوم، وغالبية أركانه وعناصره تعوّدوا نمطَ عيشٍ قام وتعزز على مدى عقود طويلة. ويجد هؤلاء أن من الصعب أن يعيشوا في حالة تقتضي التقشف وتغيير العادات على أنواعها. وهي حالة أخرجت الى العلن الجوانب العنصرية المكتومة عندهم، فصاروا يعبّرون عنها بترداد أفكار خطيرة، من نغمة الفيدرالية الى نغمة الفصل مع العالم العربي الى نغمة التوقف عن لعب أي دور سياسي يزعج حاكم العالم.المشكلة هنا ليست في أفكار هذه الفئة من الناس. المشكلة في أنهم يظهرون اس