المصائب في العراق لا تأتي فرادى، وكأن أبا الطيب المتنبي كان يقصد العراق عندما قال «فَصِرتُ إذا أصابتني سهامٌ تكسرت النصالُ على النصالِ». لم يعد جسد العراق يتسع للجروح، فمن حريق مستشفى إلى حريق مستشفى آخر، ومن عمل إرهابي إلى عمل آخر. وكأنه كتب على «أرض السواد» التي كانت تطلق على العراق لاخضرار أرضه، أن تكتسي بالسواد الحقيقي، حيث الموت يجوب أرجاءه، والحزن يعم دياره، والإرهاب يطل من كل ناحية، والفساد ينخر جسده. ولا ماء ولا كهرباء، ولا وطن حقيقي يحتضن أبناءه، بعدما مزقته الطائفية و«المحاصصة» والمحسوبيات وحولته إلى أرض لصراعات الأقربين والأبعدين، ونافذة مشرعة لكل طامع وطامح.